الجمعة، 23 ديسمبر 2011

يوميات حائِر


كان يعلم ما ينتظره منذ وقتٍ طويل
فلقد اشتد عليه المرض و ظهرت مضاعفاته كاملة
و مر بكل الحالات النفسية بدئاً من الجَلَد و الصبر الى اليأس و الحزن
و لكنه حينما ادرك انها لحظات احتضاره الأخيرة
كان يتمنى ان يرى مُضغة قلبه لآخر مرة
كانت فقط امنية
و تم وضعه في مكان بزمن لم يكن يخطط له
و اذا هي بأول الحاضرين الى هذا المكان
فأدرك ان اللحظة اقتربت اكثر مما كان يتوقع من هذا التخطيط العجيب
بادرته بالسؤال عن العمل و ظروف شغلِهِ
و احواله الشخصية و ما إلى ذلك
فأجاب حامداً لله و شاكراً لفضله مُتذمِر لبعض العوارض نتيجة بشريته
حينما سألها على رأي الاطباء في حالته
تهربت و فتحت موضوعاً جديداً للنِقاش
لكنه أصر على معرفة النتائج
فأجابته ان النتيجة غير محسومة و ان كل شيء بأمر الله
فقال خير و الحمد لله
و كان يشعر بألم لا يُطاق منذ ايام
لكنه لم يكن يعرف سبب قوته و احتماله في هذه اللحظة
فأدرك انها صحوة الموت
انها لحظات احتضاره التي طالما خَشَيَها
ارادت ان تطيل الحديث ظناً منها ان الأخير من نوعة و انه سيكمله
و لكنه اراد ان يستعجل الموت ظنأ منه بأنه سيريحه من آلام رفيقه –الاحتضار-
طلب منها الا تحزن على فراقه و ان تكمل حياتها
و حاول ان يستخرج منها وعداً بذلك
و لكنها لم تقوى على اعطاءِ هذا الوعد
توسل اليها بأن تنتبه الى نفسها و ان الحياة مليئة بالفرص و الّا يجب ان تضيعها
من شدة الإلحاح انفطر قلبها و خشت ان تنهار امام حبيبها المريض
فسارعت بالاستئذان للتحقق من شيء ما في الغرفة المجاوة
فَأذِن لها في هدوء و في نبرة ثقة بما ستفعله
انها تهرب من لحظة فراقهما لا تريد ان تصدق انها حانت
و لكنه يبتسم ابتسامة اخيرة
و ينظر الى السماء
طالباً العفو و التوفيق فيما هو آتٍ



مُصطفى وفا
23-12-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق