الجمعة، 30 ديسمبر 2011

الــحياة الأُخرى

أحس بقطرات تسيل على وجهه
ظن انه انتقل الى الحياة الأُخرى
فأراد ان يُغمِض عينيه قليلاً لكي يتوقع اقصى ما يمكن توقعه عن هذه الحياة
اخيـــــــــــــراً تخلص من آلامِه
و ها هو –كما يحسب- في مكانٍ افضل
فتح عينيه فإذ بـــــسرير أبيض يرقد عليه
و غرفة في غاية الأناقة و الجمال-تُشبه غرفته في الحياة الدنيا-
و لكن هذه يوجد بها شيءٌ مُميّْز
فتح باب الغرفة المكتوبة عليها يافطة مخطوطة بخطٍ جميل –الصــــــــبر-
و الباب مُزين بزينة توحي بالإشراق و الأمــــل
فتح البـــــاب و تجمــــــــــــــد في مكانِه

صرخت أمه من الفرح حينما رأت ابنها
فهذا هو فلذة كبدها الذي استغرق في غيبوبة اكثر من 4 شهور
ظنت ان نهايته اوشكت
و لكن ها هو الله يكتب له عمر جديد
و لكن الشاب تكاد عيناه ان تنطلق من مكانِهمـــا من كثرة الذهول
هو لم ينتقل الى الحياة الأُخرى بعد!
مازال على قيد الحياة!
و ماذا عن كل هذه الآم؟
ماذا عن جسده الذي فني بسبب المرض؟
كل هذه التساؤلات ظهرت امامه!
سأل امـــه –ماذا حدث؟!!
اجابته بأن الله مَن عليه بالشفاء من مرضه
و ان اصدقاءه و جميع الاقارب كانوا يزورونه بإستمرار و يسألون عليه
حتى
هذه الفـــــــــــــتاة التي لم يُخبِر امه عنها الا مؤخراً قبل مرضه بقليل
ذكرت انها اتصلت اكثر من مرة
لحيــن!
اتم الله امراً كان مفعولاً
فلقد تقدم شاب لِخطبَتِها -و قامت بتنفيذ وصيته-
ابتلع الشــــاب ريقه بصعوبة
و سألها متى حدث هذا!
اجابته منذ شهر!
و منذ هذا الحيـــن و هي توقفت تماماً للحفاظ على العهد بينها و هذا الشخص الجديد
نظرت الأم الى ابنها و هو يحتبس عَبَرة في عينيه
و يحمد الله و يقول اللهم اني اسألك ان تجعل حياتها سروراً و فرح
و ان تَمُن عليها بالذرية الصالحة
و ان ترزقنا الـــــــــــخير حيثما وُجِد
ابتسمت الأم فذلك هو ابنها الذي ربتهُ
رغم هذه الغيبة الطويلة فإنه عاد الى صحته مرة اخرى

هاهو يأخذ شهيــــــــــــــــق عميق من الهواء النقي
و يُقبِل على الحياة و لن ينظر الى ما فاته
لأنه يعلم علم اليقين
ان الـلـــــــــه سيرزقه بما هو أفضـــــــــــــــــــــــــــل!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق