الأربعاء، 30 مايو 2012




في موسِمِ ربيع الزهور
يتباهى الزُراع بورودهم...ذات الالوان و الروائح الزكية...
و كلٌ يتباهي بموروثه في زراعة نوعٍ معين يتميز به عن الآخرين
يأتي الزراع كل مرة بمئات الانواع
يبدأ السوق للزهور و يستمر قرابة الشهر
يأتي الناس من كلٍ حدبٍ و صوب ليشتروا ما يرونه من ابداع الخالق
ينشغل الجميع
يفرحوا بما رُزِقوا...

إلا واحد
يأتي كل موسِم بزهرةٍ واحدة

إلا هذا المزارع
يظل فخوراً بزهرته وسط الملايين من الانواع
و يعرض عليه الناس مبالغ طائلة مقابلها
و لكنه لم يجد في نفسه اي حركة تجاه هذه المبالغ
ستظل هذه الزهرة هي الاغلى بالنسبة له
لأنها الزهرة التي نمت في قلبه يوم ان احب مُضغَتِــها


السبت، 19 مايو 2012

الواعظ


قديماً , كان شيخُ المسجِد له هيبة و يحترمه الناس , بزيِّهِ الأزهري المُكون من الجِبَّة و القُفطان , كان يمشي  موضع تقدير من الكل , الحِرَفي , الموظف , الكمسري , المُهندِس و حتى الظابط , لم يصله الفساد في هذا الوقت الذي مكنه من التنكيل بالشيوخ او من تدل هيئته بمعرفته المحدودة انه شيخ.....كانت له وظائف متعددة , بمعنى اصح كان يعمل عمل الطبيب النفسي و الواعِظ ..... ليس على طريقة الاعتراف يذهب اليه الناس و يقول لهم لقد غفر لكم الرب....بل كانوا يذهبون طالبين معرفة طريقة الإستغفار نفسها....فبخبرته الحياتية التي هي من الأصل توفيق من الله تعالى كان يستطيع ارشادهم , او تحسين ظروفهم على الأقل اذا طبقوا النصيحة , يقابل كل يوم اهل الحي كلهم تقريباً , و يأتي اليه احياناً أُناس من القُرى طالبين لفتوى او مُقدمين شكوى , بعد ان ينتهي هذا اليوم , يجلس في غرفته المخصصة في المسجد المُنشأ في عصر المماليك ( في حي مصر القديمة حالياً ) , الغُرفة لا يُضيئها إلا ضوءُ القمرِ في الليالي القمرية عن طريق الشباك المُزين بالخشب المُزخرف المُسمى بالأرابيسك , اما في الليالي المعتِمة فلا تكاد ترى يديك ان وضعتهم امامك , و تأتي نسمة هواء بحرية تلامِس جبينه و يكأن الكون يتنهد من صخب الناس بعد يومٍ طويل , فيبدأ في السكون , مُخرِجاً ورقة من جيبِه مكتوباً عليها , سيئات اليوم , ينظُر الشيخُ و يعدها , ثم ينغمر في بُكاء شديد , و استغفار , ثم يلوم نفسه قائِلا قوله عز و جل ,"اتأمرون الناسَ بالبِرِّ و تنسونَ أنفسكم و انتم تتلون الكِتاب" ,  و قولِه "كَبُرَ عِندَ اللهِ مقتاً أن تقولوا مالا تفعلون , و يقول يا ويحك لِــمَ يلجأ الناس اليك و انت اكثرهم معصية!! , لِــمَ يلجأ الناس اليك طالبين النصيحة و ان تستغفر لهم و انت من المُبعدين إن لم يرحمك الله!!, ثم يقوم فيقرأ القُرآن و يصلي حتى يغلبه النُعاس فينام حتى يصلي الفجر, ثم يضع الورقة على الطاولة الموضوعة بجانِبه و يستلقي على السرير على جانِبه الأيمن و ينام ذاكراً لله, تظهر الورقة تحت ضوء القمر الخافت , و مكتوبٌ عليها , (لم ترد غيبة أخيك , لم تنصح اخيك , قسوتُ على فُلان بالقول , لم تَمُط الأذى عن الطريق , لم تصلِّ على نبينا و حبيبنا محمد صلى الله عليهِ و  , سلم , لم تحمد الله على نعمه , لم تستغفر الله على معاصيك , )

الأربعاء، 16 مايو 2012

حصة رسم



صوت جرس عالٍ و مُزعِج يرج انحاء المدرسة
يتبعه صوتٌ من الهتاف المَرِح للطلبة
و الهتاف الخشن للمدرسين طلباً للهدوء
كل هذا و يجلس طالب هوايته الاولى ان يخالف السائد
ان هدأ الناس يكون هو مصدراً للإزعاج
و إن اصبحوا مزعجين يكون كاللذي فوق رأسه الطير
احتار في امره المدرسون من تقلبات مزاجاته و عدم التحديد ما ان كان طالباً مجتهداً ذكياً ام خبيثاً عصياً على تنفيذ الاوامر
الوحيدة التي كانت تفهمه جيداً هي
مُدرسة الرسم
مع بداية حصة الرسم كان له مزاج واحد و هو الهدوء
كان يستجمع خيالاته كلها في القلم الرصاص و الفرشاة
و كان يتحرج من رسم الفتيات لان الصبيان يعايرونه بذلك
و كان ينتهز فرصة رسم موضوع فيه اشخاص كُثُر لكي يستطيع ان يرسم فتاة احلامه في كل مواضيعه
مغمضاً عينيه ممسكا الفرشاة بأطراف اصابعه مستمعاً الى موسيقى من وحي خياله او من الأوبرا الذي لا يهواها
كان يسبح في هذا العالم المليء بالفرح بالنسبة له
كان دوماً يبدأ من العينين
فهما قلب الشخص من وجهة نظره.. و يستطيع سريعاً ان يحدد طبيعة الشخص برؤية عينيه
يرسم عينين واسعتين و دوماً يرسمهم سودواتين و لا يعلم ماهو سبب جمال هذا اللون
رغم ان الكثيرون يرون ان العيون الملونة هي الأفضل
و لكنه كان يشعر بالقوة دوماً في السواد....ثم يسدل بقلمه على جبينٍ تشوبه حمرة الخجل...او الحياء....ثم يجري مسرعاً بالقلم لكي يرسم شعرها الذي يكون ناعماً كالحرير...ثم لا يفتأ حتى يرسم لها حجاباً و كأنه يراها فعلاً
دوماً اماكن رسمها تكون في مواطن الحنان او العطف او العاطفة, يرسمها دوماً  متمنية لقاءه... و كل مرة يلقي للمُدرسة لكي تصحح له الرسم , كانت تتظاهر بعد الاهتمام لكي لا تحرجه , و لكنها كانت تراقب عن كثب التقدم المذهل في مستوى الرسم
اتى موعد حصة الرسم الاخيرة
توتر الصبي و اخذ يتصبب عرقاً , و قرر بألا يرسم فتاته
و رسم قلباً كبيراً و متحوطاً بأشجار كثيرة  ذي ثمارٍ وفيرة و عرضها على المُدرسة , فتعجبت ثم ادركت ان الصبي فهم طبيعة الدنيا , بأن العبرة في القلب الذي سيحتويه و العطاء الذي سيعطيه , و لكلٍ مِنَّــا قلباً سيؤويـــــه
.......................

الثلاثاء، 15 مايو 2012

المُهرج

أتى المهرج بعد يوم عملٍ طويل مُنهَكاً
يقف امام المرآة لكي يخلع قناعه و كل ما يزين وجهه بكل حرص حتى يستخدمهم مرة اخرى
يظهر وجه ذو لونٍ شاحِب
عليه بعض علامات الزمن و لكنه ليس بعجوز
شاب ارهقته الحياة
تحت عينيه جيب كبير يدل على كثرة الارهاق إما من السهر او من البُكاء
يوجد بعض الشعيرات البيضاء التي ظهرت في اماكن متفرقة من ذقنه و شعره
يتفحص وجهه لمرة اخيرة فيغسله جيداً فوق الحوض القديم المهتريء الذي يتسرب الماء منه
يتنشف من اثار المياه فتظهر ملامح اكثر منه , هُناك نُدبة كبيرة
و لكنها هذه المرة في قلبه
استرجع الشريط الذي يسترجعه كل يوم في هذا الموعد تحديداً
لقد اصبح روتيناً في حياته ان يتعذب بهذه النُدبة كل يوم بمجرد رؤيتها
هذه النُدبة مصدرها فتاة وجد فيها كل مواصفات احلامه بل اكثر
و لكنه لم يشعر بشيءٍ تجاهها
فأصبح يعاملها بعقله
يزداد جفاءً معها تزداد حناناً فيزداد تعجباً
كيف لها ان تكون آدمية؟!
إنها اطهر ما رأى او ما سمع إنها تُظهر مشاعرها بتعفف و في ذات الوقت بكبرياء
إنها ذي شخصية قوية و طموحة و لكنها معه تكون كالطفلة
اخذ قرار بأنه لن يظلم مثل تلك الاميرة معه
و لكنه اكتشف انها قد وقعت في شباكه العنكبوتية الذي يدعي انها خارجة عن ارادته
فحاول التراجع عن قراره و لكن ...هيهات
هي اتخذت القرار قبل ان يشرع في تنفيذ قراره
و رحلت بكبرياءها و كرامتها
في هذه اللحظة الذي رآها تبتعد انكشف عن عينه غطاء الجحود و رآها على حقيقتها
رأى حورية من حور العين و لكن أرضية
رأى إنسانة بكل ما تحتويه الكلمة من معنى
و رأى في نفسه جزءاً قبيحاً لم يعتد ان يراه كهذا
و ادرك انه انكسر و ان انكشاف هذا الجزء القبيح ماهو الا بداية استئصاله
و ادرك انها اصبحت جزء منه و لكنه فصلها بيديه الآثمتين
فقرر ان يعاقِب نفسه باستئصال الجزء الفاسد
و برسم نُـــدبة في قلبــــه تظل معه حتى يموت لكي يستغفر كل يوم عن التفريط في تلك النعمة!

الأحد، 13 مايو 2012

مش ذنبي انك واحشاني
مش ذنبي انك في كياني
مش ذنبي تعلقي بيكي
مش ذنبي ان   كلامي ليكي
مش ذنبي بكائي عليكي
مش ذنبي تَــــمَّني لُـــقاكي
مش ذنبي اني شفتك مرة
سيطرتي على قلبي بالمرة
مش ذنبي اني استعليتك
مش ذنبي ان عرفت مقامي
و آخرتها مش سايباني حتى في أحلامي!

الجمعة، 11 مايو 2012

شحاذ منشد



جالساً القُرفُصاء على الأرض التي خلقها الله
و استولى عليها مخلوقاته الآدمية , عدا تلك البُقعة التي كانوا يسمحون له فيها
من وقتٍ إلى الآخر بالشحاذة فيها!
كان يقضي اوقات جلوسِه متمتماً بعبارات لا يفهمها اي احد
كانوا يظنون انها ذِكر لله او ما شابه كما يفعل امثاله
و لكنه كان يقص العِبرات التي مرت عليه في حياته و كيف ان الله امهله حتى وصل لهذه الحالة , كان يقصها بطريقة المُنشِد , مُـــفَخِّماً صوتَه الأجش , مُغمِضاً عينيه كأنه في عالمٍ آخر , يهز برأسه , يبكي , كان يفعل كل الأشياء و حينما ينتهي من هذه الدورة , يجد بعض الاوراق و العُملات الفضية مُلقية بجانبه تقضي قوت يومِه , و إتاوة البيه او الفتوة , ايهما أقرب.
بدأ ايامه الأولى في الاستغفار و النحيب و الندم على ظلمه لأعز إنسان رآه في حياتِه , كان صوته يُبَحَّ من كُثر البُكاء , لدرجة انه كان يصيبه الإعياء فتصيبه اغماءة قصيرة يظنه المارة بأنه قد مات , هدأ قليلاً و اصبح يطلب المغفرة و الرحمة له و لهذا الشخص , حتى اصبح يؤلف أُنشودات رائعة يذهل لها كل من يعبر و يظنه مُنشد القى به الزمن في هذه الحالة...
مَــــرَّ اكثر من سِتة شهور و هو على تلك الحالة...حتى تِلك اللحظة التي كان منهمك فيها في الإنشاد ثم قرر إذ فجأة ان يُفتِح عينيه لسببٍ لم يدر به حتى الآن , رأي قدماً امامه , كل ما يراه من هذا الشخص هي قدمه ! , ستتعجبون ان اخبرتكم انه شعر انه منجذب الى هذه القدم بشدة , استعجب و استنكر على نفسه الإعجاب بقدم شخص !! , نظر عالياً , فوجدها محبوبته التي ينشد قصتها كل يوم! , رآها مارة مثل اي مارٍ امامه , لم تنظر اليه و لم تشعر بوجوده اصلاً , او شعرت و كانت تركض بشدة خوفاً من المواجهة , لا يعلم , و لكن ما يعلمه جيداً أنه اراد تقبيل هذه القدم لكي تسامحه على ما بدر منه تجاهها! أعاد حساباته في اقل من دقيقة , و بنفس طريقة تأليفه للأناشيد , فكر بصوتٍ عالٍ على الحكمة من هذا الموقف و كيف ان الله يداول الايام بين الناس لدرجة ان العزيز يصبح ذليل نتيجة تصرفاته و ظلمه لنفسه و للآخرين , في هذه اللحظة فقط ادرك كلمة الإستغفار , فأراد ان يطبقها دون ان ينشد انشودة واحدة اخرى , قام و انتصب ظهره , و نظر للناس و على وجهه ابتسامة – ظنه الناس كالعادة مجنون و يصاب بحالات و لكنها كانت اول ابتسامة يرسمها على وجهه- ثم ذهب الى منزله القديم بادئاً حياته من جديد , طاوياً صفحة من الزمن , عازماً على طلب الغُفران بالأفعال من الله...



الأربعاء، 9 مايو 2012

يساويلك ايه موتي!



و يِــعني ايه الموت غير شوية فُرجة و ايه اللي حصل؟
و بعد ما شاف و سمع راح اتصل
بزمايله يحكيلهم حدوته ولا كأن شيء حصل!
و تمر الناس فوق جثتي و تسأل ع السبب!
و يمشوا يعيطوا و بعد دقيقة يهزروا و لا حتى بيترحموا
على الجثة اللي دمها لسة منشفش
و روحي اللي بتجري فيا مطلعِتش!
كل اللي طالبه منكم شوفولي كلمتين على صفحتي
ذكر ربنا فيهم يملا صفحتي
ادعولي بالرحمة و متنسونيش
الايام هتخلص من عندك
لــمتلاقيش حد يترحم عليك في اشد عوزة
ادعولي بالرحمة و لاخواني الميتين بيشاورولي هنا عشان تدعولهم معايا!
Top of Form

Bottom of Form

الجمعة، 4 مايو 2012

مِـــقشة


ماذا عسايا ان افعل!!
خَبِّريني ان كنتي مكاني
ابالغيرة و الحمية هَـتِشتميني؟
إنها لأفضل سُبة ان أُشْتَم بِمِثلِ سُبابِ
فالنار التي في قلبي لا يهدأها الا النِسيانِ
و كيف عساي ان انسى حقيرٌ يقتربُ
في الرايحة و الجاية يُمَسِّي
و بالمرقعة  عَــمَّــال يِــمشي
اعطيني علاجي و انصحيني
و انزعي حبي و اريحيني
ان كنتي تريدين هدوئي
ان كنتي تريديني مِقشة!

الأربعاء، 2 مايو 2012


شــــاشة تأخُذكَ إلى الجنة
تنقِــلَّك عن مُرســـي حَملة
أتعجب و اسأل ما هذا!
افي الدين تعِظون رئاسة؟؟!!
يا شيوخ الدين أغيثونا
من ظلمة جدلٍ اخرِجونا
و مضيت في طريقي أفكر
فأتاني شيخُ المنطقةِ
يدعوني لخطبةِ جُمعة
اجبته بمشيئة الرحمنِ آتٍ
و لكن أخرِج السياسة من الخُطبة
طمئنني شيخي بابتسامة
>>>>و قال : لا تقلق يا أخي لن اتحدثُ في السياسة
و لكني سأتحدث عن دينِ الســـــاسة<<<
خرجت اصواتٍ من حنجرتي
غاضبة مزمجرةِ
و رحلت لبيتي مفقوعاً
و عزمت على سبِّ من ادخل الدين في السياسة!

خصام


قد كنتي ترجين خصامي
و أدميتي مُقلتيَّ عِتاباً
فسوادُ عيونِك يأسُرُني
و لمسة حيائِك تُنسيني
آلامي و كُلَّ أشجاني
تجعلني طائراً في أوهامي
..رفقاً بالمخبول بِعشقِكِ
و تَدَرَّجي في النظرِ اليهِ
فنظرةُ عينيكِ تُباغِتَهُ
تُخبلُه و تنسيهِ مــاهيَتِــهْ
اما زلتي تريدين خِصامي؟