إصحى!

"إصحى , قم يا عبد توضأ بماءٍ طَهور فماءُ الوضوءِ لوجهِك نور , ياللا يا معتز , الفجر , فاضل على الشروق نص ساعة , قوم يابني ياللا" , غالباً تكون هذه الجملة المعتادة التي يستيقظ معتز كل يومٍ على أثَرِها , أو لا يستيقظ , وفقاً لميعاد نومِه يستيقظ , يستطيع أن يعد على أصابعه عدد المرات التي استيقظ فيها للفجر من تلقاء نفسه , لأن لها أثراً لا يستطيع نسيانه , و في نفس الوقت , نفسه لا تطاوعه بأن يدفع ثمنه الباهظ مقتطعاً من حياته المادية , التي تتكون من صداقات مترامية الأطراف , و حياة الكترونية آنتي-إجتماعية , يستطيع أن يتذكر أيضاً تلك الفترة التي عزل نفسه تماماً عن العالم المادي , و كيف كان يسمو بروحه بعيداً , و لكن نفسه كانت تتوق إلى هذا العالم كل يوم , و في يومٍ من ذات الأيام , أبرمت نفسه مع روحه اتفاقاً يُرضي الطرفين , بأن ينزل مرةً أُخرى إلى العالم المادي , حتى ينتشل أحبابه و معارفه و يسمو بهم جميعاً إلى عالمه , عالم التدبر , عالم التفكير, عالم ذكر الله , عالم وَجَل القلوب لسماع القرآن , عالم التشبه بالرسول الحق , ليس من ناحية المظاهر  , و لكن , حينما هَبَط , أصبح يُكلم هذا و ذاك , يُزين الكلام و النُصح مع هذا و ذاك , حتى نسيَ تماماً ما كان فيه , و انتصرت نفسه على روحه في هذه المعركة , و لكن ما زالت روحه تشتاق بشدة , و تلومه كل يوم على تفريطه في جَنب نفسه و ظلمه لها , و لكن روحه خسرت معركة من المعارك , لم تخسر الحرب بعد!

عن

عن كل كلمة تتقال تنهش في القلوب و مبترحمش

عن كل كلمة بتتقال تعلي في النفوس و مبتثبطش

عن كل نظرة براءة في عين طفل مبيكشرش

عن كل نظرة دنائة في عين خسيس مبتفرقش

عن كل إنسان علمت عليه إنه ميتصاحبش

عن كل راجل مجدع عرفت انه ميتفارقش

عن كل حاجة وحشة عملتها متتكررش

عن لحظة نجاح سجدت شكر متتعوضش

عن كل حاجة و ضدها

عن كل كلمة و عكسها

عنك إنت يا إنسان

إختار الصح و متغلطش

تتسائلين؟

لماذا كرهتك؟

أقولك لك يا سيدتي

لأنني تسائلت يوماً بل أيامٍ و أسابيع

فدعيني أسألك حيناً

أبعد كل لحظات حديثنا تتركيني

أبعد كل دقائق انتظارنا للآخر تُبعديني

أبعد هجرك لي و قسوتك تلوميني؟

لُمت نفسي لعلني أخطأتُ و لكنني

لم أجد سبباً واحداً يجعلك تكرهيني

تغيرت أو حتى بالتظاهر أمامَكِ كي تريني كما تريدين

كنت أظبط ساعات نومي و ساعات فرحك على لقاءٍ يُنسّيني

هموم الدنيا و مشاغلها

كنت معكِ كالطفل يجري فرِحاً بثوانٍ تحدثيني

عن لحظات يومِك كنت أراقبها بشغفٍ معكِ لأنك تمثليلي

هدف مستقبلٍ لم يأتي بعد و كنتي قد رسمتيلي

طريقاً إلى قلبيك و أوهمتيني

بأني تأكدت من مشاعرك التي تبادليني

كم كنت أحمقاً حين ظننتُ بكِ خيراً و أنك تُقدريني

لا أندم على سويعاتٍ قضيتها معك

بل أندم على سنون كنا سنقضيها سواً

هل علمتي لمَ أصبحت قاسياً جامداً حينما رأيتيني؟

هل شعرتِ بمرارةٍ او غصةً في حلقٍ حين وجدتيني متغيراً

لا أعتقد , بل أكاد اُجزِم أن من هجرتني بلا سبب , لديها قلبٌ او ندم

عُذراً فتاتي –كما كنت أعتقد- فلقد خدعتيني

اكرهيني

تتلاقى أعيننا لوهلة

فتأتي على قلوبنا شُعلة

و يكأنهم أشخاصُ إحمرت وجوههم حنقاً و غضباً

ثم ينفجروا باكين على ما أوصلناهم إليه

نتباهى بالتظاهر و يكأننا لا شيء قد أصابنا

و نحن في أقصى درجات الألم نبتسم خوفاً

و لكن سرعان ما تأتي علينا لحظات الوحدة فيتكشّف لنا شريط ذكرياتٍ عابر

قصير في وقته و لكنه صاحب أثر قصة 1000 عام

قرأت قصائد الشعراء الباكين على أطلالهم

وجدتهم يبكون على نساءٍ لا يستحقون

و لكني ها أنا أبكي على من تستحق

أبكي على من أكوي قلبي و قلبها كل يومٍ بإرادتي

و كأنني أنتحر و لكنني لا أنتحر فينبُت لي قلبٌ جديد أكويه من جديد

عذابٌ مستمر

سجن كئيب مظلم وضعتُ نفسي فيه و لا أستطيع الخروج

فالباب مفتوح

و لكني لا أقوى على الخروج

اكرهيني بقدر حبك

اكرهيني و انبذيني فأنا المذنب في حقك

مزقي رسائلي القديمة

احرقي متعلقاتي لديكي

صدقي كل ما يُقال عني

عن السيء أتحدث

فمثلي ليس له إلا جحيم هذه الدنيا

أما الآخرة فإني اطمع في الرحمة

بأن يجمعني بك هناك

ماهو مش نافع

طيب ماهو مش نافع قعادي معاكي ولا اني اسيبك

حبك شاغل وقتي و بعيد عنك قلبي مش بيسيبك

يا اللي آسرني و مدوبني في عشقه -مسيرِك

تِحنّي عليا و ترفقي بيا و تفضلي جنبي أشِم عبيرِك

يا مسهرني و يا اللي تاعبني كل ما باجي اكتب قلمي مبيكتبش غير في سبيلك

بييجي بيكتب عن نظراتك تبرُق عيني تفتكر إسبوع سهرته تجمع تفاصيلك

ييجي القلب ينبُض بيكي

-و اللي ما ليكي-

انه ساجني

 و عمال أشعِر و أنثِر فيه

 بس مبحبش اكتب اسمك وسطيه

لاحسن حد يطمع فيكي -و يحاول بس يقرب ليكي-

ساعتها يكون مصيري السجن

هكسر رقبة و اقطع رِجـــــل

يا اللي آسرني و مدوبني

إمتى يوفقنا عالم السِر !! J

مش داري

لما بشوفك ببقاش عارف ولابقاش داري ايه اللي بيجمدني و يجري الدمع في عينيا!

اخبّي وشي مِنَّك و ببقى نفسي اكلِّمكْ

يومي كان بينور بمجرد تبسّمِكْ

كفايا عليا العذاب لما بلاقي مبتبخليش بضحكتك على الخلق كلهم و ييجي وشك في وشي تهربي

أدوّر وشي و ارتعش احس بكهربا دايرة في جسمي مبترحمشِ

بقيت اقوم امشي  , اقول لنفسي "لو هي جت هتسلم ولا خلاص بقيت فراغ ميلزمشِ؟" "أخاف تزعلي لو رميت السلام تفتكري اني باجرحِك و عاوز امشي"

كان مُنايا اضل وياكي اعيش في هواكي يا احلى حاجة حصلت في حياة واحد مبيفهمشِ

كان عقابي البُعاد و الطرد من مملكتك  بس استحقه يا اللي دفع سعرك عليه مقدرشِ

كفايا عليا العذاب لما بلاقي مبتبخليش بضحكتك على الخلق كلهم و ييجي وشك في وشي تهربي

أدوّر وشي و ارتعش احس بكهربا دايرة في جسمي مبترحمشِ

شخابيط عصبية

تلك اللحظات العصيبة

التي تكاد تفقد فيها أعصابك نتيجة التوتر و الفزع

لا تريد مكالمة أي أحد

لأنك تخشى على علاقتك معه من غضبك

يأتيك شخصٌ واحد

معه مفتاحك

دون أن يطرق او يستأذن

يدخل عليك عالمك

يهديء من روعك

يطرد منك الكوابيس

ثم يُلقي بقبلة حنان على وجنتيك

فتنسى ما كان بك من هم

تلك نعمة 

تستوجب الشكر

فالحمد لله

شخابيط آدمية

  كان شغف ابينا آدم هو الأكل من الشجرةِ المُحرمة رغم انه كان في الجنة و لم يكن يُدرك بعد معنى الحرمان و لكن ما قاده اليها هو الشغف

و استمر هذا الشغف فينا و سيستمر الى يوم الدين

نبحث عن كل ما هو ممنوع و مُحرم و نتسائل عن سبب تحريمه و ان لم نقتنع نجربه بأنفسنا

لكي نُدرك

و لكن من يتفوق, يُظهر آدميته برجوعِه عن هذا المُحرَّم لإدراكه كما ادرك ابونا آدم سبب تحريم الشجرة و طلبه للغفران من الله

و ليس العكس كما يفعل الناس و هو إسقاط الآدمية على استمرار المعصية

بل البهيمية-أعزكم الله- هي الإستمرار في المعصية رغم الإدراكِ بأن لها ضرر دنيوي و أُخروي. 

....

صورتِك

لا احب ان اخلو بنفسي

لأن نفسي تطلبك

و تُلِح في طلبِك

تتمنى رؤيتك

تعشق طلَّتِك

ازجرها حيناً اطاوعها حيناً

و لكن لا ينولها الى رؤية صورتِك

فتشكوني نفسي مجدداً

تستغيث بقلبي فينتفض مُجدداً

كثيراً ما شغلته عنها قاصداً

يبكي و يضطرب بين ضلوعي غاضباً

لمَ فرقتني عمن عشقته دائماً

لم ابعدتني عن قلبها و كان لي حناناً و نوراً ارى به في ظلام الدنيا

عذبت نفسك و عذبتني و تركت نفسك تشكو الي من قسوتك

ها انت مُعذبٌ  و انا ميتٌ فاشغل نفسك عني حتى لا تعذب مُصاباً بجرحٍ غائرٍ!

ألا في الفتنةِ سقطوا

كان من دعاء رسولنا الكريم -صلوات الله و تسليماته عليه و على آله و صحبِه و من تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين- اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيى و فتنة الممات , قعدت أفكر شوية في موضوع فتنة المحيى ده , لقيت ان كل حاجة و تضادها ليها فتنة , يعني مش لازم ابقى غني عشان ابقى مفتون , لا ده الفقير كمان ليه فتنة , مثلاً الميسور في الأموال , فتنته البذخ و حب الظهور بأشيك الملابس , و إرتداء أغلى الساعات و النظارات , (طبعاً زينة الدنيا حلال بس المهم عدم الإسراف و التبذير) , في ناس بتحب التفاخر و بتتسابق في آخر موديل من كل حاجة المهم يبقى معاها اللي مش مع حد, فتنة الفقر , إنك تفتكر انك مستحيل تطلع من الوسط المادي اللي انت عايش فيه ده , و ان انت ربنا غضبان عليك فهتفضل طول عمرك فقير , و فتنة الفقر بتولد شعور قوي بالحسد لكل من رزقه الله بمال أكثر منك , مش هاطول عليكم , بس على نفس المِنوال هتلاقوا فتنة القوي بأنه يستقوي على الناس و يستعمل قوته فيما يغضِب الله , و فتنة الضعيف في إنه يتصرف بأن-نعوذ بالله-الأقوياء دول ربنا مش أقوى منهم – محدش بيقولها صراحةً بس تصرفاته بتقول كدة,  فتنة العالم ان يتفاخر بعلمه و يبخل على الناس بما علمه الله , و فتنة الجاهل أن يظل على جهله , دوروا بقى معايا على فِتَن الدنيا و قولولي وصلتوا لأيه J .

دعوة خاصة

هذه الكلمات مستوحاة من قصة حب حقيقية رأيتها بأم عيني عسى الله ان يبارك لهم و يوفقهم (قولوا آمين)..

جالساً وسط المعازيم في فرحٍ مهيب يحضره الكثير من الأقارب , يرسم ابتسامة من الحين للآخر على وجهه للسلام , يصافح البعض , يُعانق البعض , يشير من بعيد للبعض الآخر , كلٌ على حسب درجة القرابة و الظروف المواتية للسلام , يُسلم على كل شخص فيذكره والده بأن هذا عمك فلان ابن فلان , و دواليك , فله من الأقارب الكثير , و يذهب الى القرية من الحين للآخر فيعرف المُعظم شكلاً ليس اسماً, يتردد على مسامعه جملة دائمة , "عُقبالك مش هنفرح بيك بقى؟" , "مش شايفلك شوفة ولا ايه , انت شكلك مِدكن اصلاً" , و هو يُكمل معهم المرح , فتارة يقول "ابنتك محجوزة لي" و تارة يقول " انا مش هاجيلِك يا طنط غير بالبدلة عليكو الباقي" , و ينتهي اليوم كالعادة بعد وجباتٍ دسِمة , و رقصٍ حتى الثُمالة من شُرب البيبسي , يذهب الى بيته ولا يفكر أي شيء, فتظهر له ورقة بيضاء يتفصحها من بعيد و يكأنها شخص لم يره منذ زمنٍ بعيد, يجدها دعوة على سطح  مكتبه و قد غطاها التُراب , عرفها من مُجرد النظر اليها , تذكر انها قد سقطت بين السرير و الدولاب منذ وقتٍ بعيد , و لكن احدهم وجدها و ووضعها على مكتبه , نظر في الورقة مُجدداً و هو يسابق عينيه في قراءة الكلمات , "عزيزتي مُضغة قلبي التي لم تأتي بعد , ادعوكِ لحضور حفل عشاء في قلبي , لكي اعرفك أكثر علي , و على طباعي و لتعرفيني سريعاً , سأحكي لك كل تفاصيل حياتي , سأريكي مميزاتي و عيوبي , سأفعل كل ما تتمنيه و لا تتمنيه , و لكن رجاءاً اطلب منكِ الحُضور , كل ما اطلبه الحُضور و لكِ ان تقرري إن كنتي ستأتيني مرةً أُخرى او لا , سأدعوكي لرقصة سلو كما يقولون , سنغني معاً , سأقص عليكي كل أشعاري ما نشرت و ما لم أنشر , عزيزتي , إني احبك قبل رؤيتك , لأن لن يصل الى هذا المكان اي احدٍ لا أحبه , أحبك و أودك و ارجو ان يكون سمة تعاملنا الرحمة , سأكون خادمك المطيع , فهل تقبلين الدعوة؟ أنتظرك بفارغ الصبر, انتظر قبولك أو حتى رفضك , حتى لا تتركيني هكذا, يُدرِك في تلك اللحظة , أن تلك الورقة لم تظهر عشوائياً مُجدداً , بل لكي تُجدد حُلمَه في إيجاد شريكة حياته. يكتُب آخر كلماته تحت الورقة.
تحياتي"

المُرسِل

قلبٌ حائر"

شخابيط رمضانية

الحب...ما اجمله...ما اعذبها كلمة خــلَّابة تخطَفُ الأذهان و تملأ العُقولِ بالأوهام و تُذيب الفرسان الشُجعان...طيب جميل...برضه حد يديني تفسير مناسب لكلمة الحب؟ , و في نفس الوقت يقولي تفسير فشل العلاقات بعد قصة الحب, و الإجابة التي تأتي غالباً , عشان مبقوش يحبوا بعض , برضه انت مديتنيش تعريف للمشكلة واضح ملموس , و بعد اذنك متفسرليش نجاح علاقة باستمرارية الحب او أنه أتى بعد الزواج , لأنك لم تعي معنى الحب و لم تضعه في قالب مرئي , كلٌ يقرِن التضحيات و السهر و الأشعار بالحب , و لكِن لم يضع أحد تعريفاً نموذجياً له , في نظري أن ما يحدث من حولنا من علاقاتٍ فاشلة في الأغلب نتيجة للهوى و ليس للحب , لأن الحب سأبلغكم من وجهة نظري عن وجهته المفروضة , نعم ما يحدث حولنا يا سادة اسمه الهوى , و كلمة الهوى تشبه الهواء , اي يستهويني شيء يستدرجني اليه او يجذبني جذباً دون ذكر اسباب واضحة إلا أن نفسي تشتهيه او تطلبه , من الممكن ان نذكره بلغةٍ أقرب الى حدٍ ما , و هو حب التملُّــك , هذه الفتاة او الشخص مناسبين جداً و بهم كل مواصفات الثقافة و التربية و العز و الجاه و ما إلى ذلك , حسناً فإني احبه , او إني أملكه , إنه شخصٌ جيد , أو بالمصري كما نقول ( ده لُقطة استخسر اسيبه) , لن أطيل في هذا الموضوع فلقد أردت لفت الإنتباه ليس إلا , أُلفِت الإنتباه الى آلاف او قُل ملايين المآسي على مستوى هذا العالم , تشكو من نتائج الحب او عذاب الحب و قسوة الفراق , و لكن إن أدرك كلٌ منا أن ما يحدث هو معادلة من طرفين لا تكتمل إلا بإكتمال تعاونهما و تجانسهما , حتى إن أدت العلاقة إلى فراق , فستؤدي إلى حزنٍ بشري طبيعي غير مُبالغ فيه , أما ما نراه حولنا من غضب و نحيب و بكاء و محاولات انتحار فاشلة او ناجحة , فهو حب تملُّك , هي طفولة متنكرة على شكل رجال و نساء و شيوخ , الحب الحقيقي لمن لا يضيعنا ابداً , لمن لا يخيَّب رجائنا , لمن و إن قصُر فهمنا البشري على إنه ضررٌ لنا ثم نُدرِك أنه خيرٌ عظيم لا يأتي إلا من كريم رزاق عليم , إن الحب ينبغي أن يكون لله , و إن أحببت الله , ستُحب الناس فيه , و ستُحب العمل فيه , و ستحب زوجتك فيه , و ستحب نفسك فيه , اللهم ارزقنا حبك و حب من أحبك و حبَّ عملٍ يقربنا إليك , و اللهم ارزقنا كره معاصيك و كره كل ما يُبعدنا عنك يا رب العالمين .

خواطر روحية-رمضانية سمِّها ما شئت ما لم تُسمها موعظة!

كلٌ في فَـــلَـــكٍ يَسْبَحونْ

و انت صغير قاعد جنب والدك, يجيله تليفون , يقوله "اهلاً فلان باشا واحشنا و الله فين أراضيك؟" , و يكمل"مبسألش ايه بس مانت عارف , الواحد عامل زي اللي بيلف في طاحونة."..او بعض الناس تقول "كأني بالف في ساقية", محدش فكر اشمعنى الطاحونة او الساقية؟ طب محدش خد باله من جُملة "هتلف تلف و ترجعلك" لما كنا بنشتم بعض , طب برضه جملة " الدنيا دوَارة" , ايه معنى الكلام ده كله؟ طب و كلام ربنا عز و جلَّ "لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"    , اشمعنى الدايرة؟؟ لما قعدت افكر شوية , لقيت ان الحياة داين تُدان...و فعلاً اي حد بيعمل حاجة بترجعله .. عاملين زي اللي بيمشي في دايرة و ساب حاجة في نقطة سواء كانت صح او غلط , و هيكمل مشي , يوم من الأيام هيرجع لنفس النُقطة تاني بأي شكل من الأشكال , هيلاقي عمله ده , طب كل ما تزود نُقطك الكويسة المليانة اعمال كويسة , هترجع تلاقيها تاني , و العكس صحيح برضه , "كلٌ في فَلَكٍ يسبحون" شايفين الدقة في الوصف؟؟ تقدر تطبق الجملة دي على اي حاجة في حياتك! كلنا فعلاً كل واحد فينا في فلك, مهما كان في حاجات مشتركة بينك و بين اقرب الناس ليك , بس هيفضل فَلَك مختلف تماماً , ده لما بيحصل ان نيزك بيخرج عن الفَلَكْ او المدار بتاعه يصطدم بأي جسم في طريقه , و بالتالي البني آدمين ,مش يقولك خليك في حالك يا عم!  , مثلاً لو في 2 بيحبوا بعض اوي ....زي مين...زي الأم و ابنها  , لما بييجي يتجوز او يختار شريكة حياته هي ممكن من فَرط حبها ليه , تتدخل بطريقة تُفسد حاجة كانت سبب في إسعاده, السبب انها خرجت من مدارها اللي هو حياتها زيادة عن المطلوب مما أدى لتصادم مع ابنها اللي هو ليه مدار خاص بيه أدرى بقانون الجذب و الطرد فيه , مما أدى لتصادم..  , معنى كدة أن كل واحد بيختار مركز الفلك بتاعه كمان , في ناس بتختار حب الدنيا , في ناس بتختار حب الذات , في ناس بتختار الحياة الشهوانية , في ناس قِلة بتختار ربنا , يبقى هو مركز حركاتها و سكناتها و همساتها و كل شيء في حياتها! هل يا ترى ده وعظ يعني او بقولكم معلومة جديدة ؟ لأ , انا بس باقول على اللي جه على بالي  J .

شخابيط شخصية

لا اعلم ان كان العيب مني ام لا؟!

انا شخصٌ يحب الحياة الاجتماعية و التعرف على الناس و شخصيات جديدة و آمال جديدة بطموح اجدد, لست هذا الشخص الرتيب الذي يكتفي بشخص او اثنين في حياته و يقول على الدنيا السلام لقد اخذت كفايتي منها...اعلم أني انجذب للأضواء و ربما عندما اقترب اجد ان تلك الاضاءة كاذبة..بريق على مفيش يعني...اتعلم من اخطائي بقدر الإمكان...اعتذر عن اخطائي دوماً قدر المستطاع آملا ان يسامحني من اخطأت بحقه او من ظن اني اخطأت فيه...غالباً لا أقصد إهانات او تجريح شخصي و لكن اندفاعي يؤدي الى بعض الكلمات اللاذعة و العنيفة في بعض الأحيان , هذا الشخص تستطيع ان تُشبهه بالوعاء...إن افرط في الانخراط في تلك الحياة فإنه يمتليء.. و يحتاج الى فترة جلوس و عزلة مع النفس لكي يقيم نفسه و يرى ما بجعبته , ماهو المقبول و ما هو المرفوض مما استفاده من الناس الذين انخرط معهم , تلك العُزلة يضطر ان ينعزل فيها حتى عن من اقرب الناس إليه , إنها فاصلة , إنها من تحدد ملامح شخصيته حتى لا يكون إمعة او مُنجذباً مع التيار و السلام , أحلامي متداخلة متشابكة مُتصارعة في بعض الأحيان , في هذا العمر الليس بطويل , غيرت مسار حياتي مرتين , مرة بالعزوف عن الكليات العسكرية  , و الأُخرى بالعُزوف عن المعتاد في كليتنا العزيزة , هدفي اكبر من ان تسعه اوراق و كتابات , هدفي ان يصل نور العلم الى قلوب الناس  , أتمنى ألا أرى تخوين او تجريح او تنقيص او غرور او كِبر ,,, أي نعم هي يوتوبيا و لكن تلك امنيتي و حينما ارى أياً من هؤلاء أغضب , و في بعض الأحيان حينما يصل بيا الضيق أكتُب تلك السطور التي ربما منَّ الله عليك بالصبر حتى وصلت نهايتها و انت لا تعلم لما بدأت فيها من الأصل. J

المواجهة

المواجهة

ما هو اصعب موقف يتعرض له الإنسان في حياته؟

هل هو الخيانة مثلاً؟ لا فهو لا يعلم ان صديقه يخونه مثلاً إلا حينما يصل اليه الخبر

هل هو الفشل؟؟ لا ايضاً فأي إنسان يدرك و لو بنسبة صغيرة ان ما يفعله يحتمل نتيجتين

حسناً لن اطيل عليكم و لكني ساسأل هل هو الموت؟ ايضاً الموت ليس اصعب موقف لأن يتعرض له الكثير من الاحباء و الاقارب و نكمل حياتنا كأن شيئاً لم يكُن..

من وجهة نظري ان اصعب موقف يتعرض له الإنسان هو المواجهة...المواجهة هي اهم مرحلة في مراحل إتخاذ القرار.....الله رب العالمين خالقا و بارئنا و مصورنا..اظهر لنا هذه المواجهة و هو العليم الخبير لكي يعلمنا درساً في كتابه الحكيم, حينما اخبر الملائكة بأنه سيخلق آدم لكي يكون خليفته في الأرض, و استنكر الملائكة لأنهم لم يعهدوا من اي مخلوقات إلا الفساد و التدمير و لكن الله , يعلم ما يخلق..  و مثال آخر...عند الحرب...فالحرب يُخطط لها بالشهور و السنين... و لكن ما هي لحظة الحسم؟؟؟ هي لحظة المواجهة بين الفريقين و رؤية الى اين سيؤول مآل التخطيط و التجسس و ما الى ذلك!...عند الزواج...يحبون بعضهم بعضاً بالسنوات...و لكن حينما يجمعهما قفصاً واحداً...يبدأ الاختلاط الحقيقي. و رؤية ما ان كان سيندمجون ام لا!...مثال آخر..عند الفشل....ليست المشكلة في الفشل... و لكن المشكلة في مواجهة نفسك بهذا الفشل....او مواجهة احد المقربين اليك بهذا الفشل....و اخيراً و ليس آخراً بالنسبة للموت, ما اكثر شيء يخيفنا في الموت؟ هو مواجهة المجهول بجهل الملحدين كما يقولون , و بمقابلة الله بإيمان المؤمنين...اول سؤال يخطر على بالك...كيف سأواجه الله بآثامي و معاصيّ...هل سيرضى عني الله يوم القيامة؟؟؟...الشاهد...ان المواجهة هي اخطر ما يقوم به الإنسان في حياته...بل هي محور حياته تقريباً...فواجه نفسك باستمرار و إياك و الكذب عليها...او تصديق هذا الكذب!

أضعف إنسان

عاوز اشخبط شخابيط على كل الجدران

عاوز اضحك تماحيك أغيظ الحُزن و الأشجان

عاوز انجح نجاح يِفرِس اليأس و الإهمال

عاوز اعبٌد ربنا عِبادة تِــحَــسَّر النَفس و الشيطان

عاوز اعمل خير يِغري العبد الكسلان

عاوز اشوف حبيبك يا ربنا

رسول الله صليت عليه و سلمت تسليم الكمال

عاوز اخش جنتك و لكني عبد مُذنب غلطان

و لكن هخاف من ايه و انت الغفور الرحمن

يا حنان يا منان يا حي يا قيوم

برحمتك يستغيث أضعف إنسان

صحراءٌ قمرية

حينما تضيق عليا الدنيا

و يعلن الناس غضبهم علي

و اشعر بضيقٍ في صدري تنفجر منه ضلوعي

و اشعر بدموعٍ في عيني تكاد تصير شلالاً

و لكنها محبوسة في شِق حجرٍ يكاد ينفطر بسببها

و اشعر بنبضات قلبي كرفرفة طائرٍ مسكين يشتاق الى امه

و اشعر بسريان دمي ببركانٍ يكاد يتفجر من عروقي

و اشعر بعيني بأنها تنظر للناس بلونين فقط

الأبيض و الأسود

حتى الرمادي لا يكاد يظهر

اتيقن لحظتها من اشتياقي اليكي

اخبريني كيف لقلب فتاةٍ في جمالِك

في رقةٍ تطبعتي بها و ظهرت في دلالِك

بأن تتحمل عدم رؤية من تحبينه

و كيف لكُــنَّ بعد تحمل هذا البُعد

ان تصفونا نحن -الرجال- بقساة القلوب

نحن نقسو كثيراً

لأن حينما نلين

نكون كالعجين في يد من نحب

اشتاقُ اليكي كلما انظر للنجوم و ارى تلألأها

فعيونك تشبه عيون الغجرية

الفتاة الأندلسية التي كتب بسبها علماء الأندلس

قصائد تفرش ارض الصحراء

و شفاهك الملائكية التي لا تقول الا خير

حتى في صمتِك فإنها تتلألأ من وقارِك

حُمرتِك الوردية كلما حدثتك او غازلتك بكلمة عابرة

تجعلني كفارس الصحراء في مشاعري

صحراءٌ واسعة في ليلة قمرية مضيئة اجري فيها بفرسِ اسودٍ امتطيه

و اختطفك من اهلك يوم قِراننا

و لكن

لم تخبريني

بعد ما وصفت لكي ما بي الآن

كيف تتحملين البُعد؟؟

ابن حزم متحدثاً عن الحب(مقارنة بين الحب الاندلسي و الحب الفيسبوكي)

في ضوء قرائتي لكتاب (طوقُ الحمامةِ في الإلفةِ و الأُلَّاف) لابن حزم الأندلسي ساكتُبُ ما يلي:

لقد قسم الكتاب الى ثلاثين باباً عن الحبِّ قرأت حتى كتابة هذه السطور تسعة عَشَر منهم,

1-ماهية الحب : تحدث ابن حزم عن ان ما يحدث من تجاذب النقيضين , رغم اختلاف طبيعتهما , كالمغناظيس و الحديد , علاقةٌ قوية, و شعورٌ لا يستطيع ان يفسره احد بسهولة, و ما يترتب عليه و اسبابه و ما الى ذلك.

2-علامات الحب: تحدث عن بعض العلامات التي لاحظها كالسرحان , و امتقاع الوجه عند الحزن, و الفرحة الشديدة حين رؤية المحب لمحبوبته, و خفقان القلب, و الشِعر و ما الى ذلك .

3-من أحب في النوم: يتحدث عن ما نسميه في ايامنا بفتاة الأحلام او فتى الأحلام, ان المرء يحلم بشخص و يحبه فيما بعد, و يحذر من هذا الأمر بشدة, لأنه من الممكن ان يؤثر على علاقة الشخص بمن سيرتبط به, اما إن وجد من يحبه في حلمه, و هذا نادراً ما يحدث, فيجب الحيطة و الحذر عند الإقتراب حتى لا يتسرع في اتخاذ قرار مشابه.

4-باب من احب بالوصف: تحدث قي هذا الباب عن من يحبون بالسمع, يُحكى له كثيراً عن شخص او امير او جارية فيحبه من افراط المدح فيه.. او العكس..يكرهه من كثرة الذم فيه....و يطلب الكاتب التحقق ايضاً لأن كلام الناس كثيراً ما يشوبه الكذب و المكر و الوقيعة او المدح المُبالغ فيه.

5-باب من أحب بنظرةٍ واحدة: يتحدث في هذا الباب عن الحب بنظرة واحدة...يقول انه شائع.. و لكنه بمبدأ المتهم بريء حتى يثبت ادانته....فهو لا يسميه حب بل يسميه شهوة...حتى يتم التثبت بأنه حبٌ بريء و ليس مجرد خطواتِ طيش...و يسترسل قائلاً بأن العين لها لغتها و لها تأثيرها الأقوى في الحواس...لذلك يرجح إعمال العقل لمن يحب بنظرة واحدة ...و كالعادة يقول نادراً ما هُم.

6-باب من لا يحب الا مع المطاولة: بمعنى الحب من كثرة المعاشرة..اي من كثرة الجلوس و التعامل مع الشخص...مثلما يحدث في عالمنا من الزمالة في العمل او الدراسة...و يحدث بعد ذلك حب بعد رؤية العيوب و المميزات كلها ...اي العقل يسبق القلب في هذه الحالة.

7-باب من احب صفة لم يستحسن بدها غيرها مما يخالفها: بعض العائلات تتخذ مثلاً الشقراوات هدفاً لهم في الزواج... و لا يقبلون بالقمحية او السمراء.. و يكون الطبع العام للعائلة هو الشُقرة...فيتحدث ان مثل هذه العادات تُعمي القلب عن صفات كثيرة من الممكن ان تتواجد في أُناسِ أُخُر.

8-باب التعريض بالقول: اي ان المحبين كلاً منهم يتفوه بكلام لا يفهمه الا هم.. بالأحرى فاهمني ياللي سامعني؟؟..يقولون قصائد كرموزٍ مُشفرة لا يفهمها الا لبيب او ذو نظرٍ ثاقِب..(مثلما يحدث هذه الايام على الفيس بوك و تويتر) و لكن في زمننا كثر اصحاب النظر الثاقب نتيجة الصور و التاج و التعليقات  و اللايكات.

9-باب الإشارة بالعين: تحدث في هذا الباب عن لغة العين... و متى يكون الإنسان غاضباً و بأي اشارةٍ سيعطي و ما الى ذلك...العين الحمرا يعني.

10-                 باب المراسلة: و يتحدث عن ان العُشاق قد يكون لذتهم في الحياة هي المراسلة, و يعتبرون الصحف التي يكتبون فيها رسائلهم شيءُ حي و غالٍ على قلبهم...بل من مبالغة بعضهم فإنه يحتضن الصحيفة او يقبلها...يا عيني معندهمش اللي بيحضنوا الدباديب و الموبايلات ساعتها- و كيف انهم ينتظرون المرسال على فارغ الصبر.

11-                 باب السفير : و هو الشخص المسئول عن المراسلة و نقل الرسائل بينهم و يجب ان يكون امين و له مواصفات خاصة..اهمها الا يكون واشِ و عجوز السن و الخ.

سأُكمل بقية الكتاب في وقتٍ لاحِق xD ان شاء الله.

في زمَنٍ آخَر

المحُ وجهَك وسط ضبابٍ لعالمٍ يسودَهُ كلابٌــ

وجهك منحوتٌ على يدٍ افضل نحاتٍ

خالِقُكِ لم يدع لعيوننا الناقصةِ

ان يصنفوكي في موضِعِ غير جمالِ

امنيتي هي لقائك...في زمنٍ آخر ... باسمٍ آخر.... بوجهٍ آخر...و لكن بنفس قلبي الذي يتنفس عِشقَكِ..

ما زلتُ انعتُ نفسي بالمُتسَرِع

فانا لا اعشق الشخصَ لشخصه

بل اعشق الجمال بسبب صانِعِه

اني احب الجمال

و الجمال في نظري هو فرعٌ من فروع النقاء

و لكن فرعٌ شامِخ

فلقد مَرَّ على كل الملوثات

و لكنه أبى الا ان يكون جميلاً نقياً طاهراً

لا اعلم علاقتَك بالسياسة

او بالرياضة

او بالحياة بكل فروعها

فكل ما ايأس

او اقنُط

او اغضب

او احزن

انظر الى وجهِك

فتعود البسمة مسرعة على وجهي

او تمر دَمعة رقيقة ناهِرة على جبيني

و لكنكِ ما زِلتي مصدر فرحي

ما زلت اكرر

امنيتي

بأن اولَد في زمانٍ آخَر

بشكلٍ آخر

بإسمٍ آخَر

و لكن بنفس قلبي

متخفياً

متنكراً من ماضيي معك

و لكي اسبح في عِشقَكِ حُراً دونَ قيود

مــانتيش سايباني

واحشاني مانتيش سايباني

بفتح صورتك ابتسامتك بتهز كياني

الدمعة بتجري على عيوني

على لحظة مكنتي ونساني

ولا يوم من ايامك يرجع

روحي ترجعلي تاني

واحشاني مانتيش سايباني

مش هتحني عليا شوية

و تسألي على اللي مش بينساكي؟

في عز الزحمة بلاقيكي

بنسى همومي و احزاني

و اقعد اتأمل فيكي

و اقول ده ملاك ولا إنسانِ؟

الكارت

من الجيد ان تعترف بهزيمتك في بعض الاحيان

و تعترف باخطائك وتراها بوضوع نصب عينيك

و لكن في بعض التحديات يكون معك كارت و تكون مؤمن بأنه لن يخذلك

فخسارتك مع وجود هذا الكارت هي التي تصدمك و ليست الخسارة

و حين ستبحث عن اسباب الخسارة لن تستطيع التفكير بوضوح

فوجود الكارت سيعميك عن رؤية الحقيقة

لذلك

لا تعتمد في حياتك على شيءٍ واحد

الا الله الواحد القهار

و من ثم عَـــدِّد اسبابك للفوز

فلله الوحدانية و للأسباب التعددية لعل و عسى يصيب سهمٌ منهم....