الجمعة، 4 يناير 2019

You've got mail


اذا كنت من مشاهدي فيلم يو هاف جوت ميل ، واذا كان لك تجربه سابقا في التحدث الى الغرباء فقد جربت تدفق الادرينالين في دمك حينما يجري الحديث فتكون من المحبين الى خوض نفس التجربه، في يوم من الايام قررت التراجع عن قرار سابق بالابتعاد عن التطبيقات المشابهه، في هذا التطبيق يسمح لك بالتواصل الى الناس وابداء اعجابك او عزوفك سحب الشاشه يمينا ويسارا ، ظهرت لي صوره البطله المفضله للمسلسل المفضل لدى ولكنني بالتاكيد كنت اعلم انها ليست هي ولكن ما اثار فضولي هي الكلمات المصاحبه للصوره حينما قرأتها شعرت بأن البطلة هي من كتبت هذه الكلمات فقررت ان ابدي اعجابي وقد كان التوافق،  حينما ظهرت لي المحادثه بعد القاء السلام و سردنا بعض احداث المسلسل وفي وسط احد النقاشات المحتدمه لا اخفي عليكم هدفي منذ البدايه هو لقاء وجها لوجه مع الناس الذين سيتم التعرف عليهم لاضفاء الى التجربه قيمتها فكان الرد على احد النقاشات هو" نقاش مثل هذا لا يتم الا في مقهى ستاربكس كوبين من القهوه ويكون نوع الاكواب ورقيه حتى لا تحدث اصابات وسيتم الاستعانه بالثلج من المقهى في حال الحروق" ، لقد كان الموعد في ليله راس السنه و انا لست من المعجبين الاحتفال بهذه المناسبه ، العجيب انه لم نشعر اننا غرباء اثناء المقابله وذلك بسبب قضاء بضع ساعات في التحدث ربما في امور محرجه حتى في حياتنا و تم الاتفاق على تكرار هذه الجلسه وكان بدايه احدى صداقه جديده بالصدفه ولكنها جميله.
بين زحام الطريق و اعراض البرد كنت اصارع لكي اصل في الموعد المحدد ، استأجرت موتوسيكل لكي افر من زحام وسط البلد برشاقة ، جائني هاتف من رقم غريب على الشاشة و لكن متوقع الاتصال ، اجبت عليه و يكأنني احادث صديق قديم ، بحثت بين المارة عن فتاة تقف وحدها ،وجدت في الجهة المقابلة فتاة ذات غطاء رأس احمر تبحث عني و لكنها تنظر للجهة الأخرى ، اقدمت عليها مراقبا عيناها و عيون المارة ، عيون كحيلة واسعة ، ملامح هادئة و واثقة ، ملابس تليق بليلة رأس السنة ،  كانت أكثر اللحظات رسمية ، اهلا اهلا ، اصافح باليد حينما تقدأ المبادرة من الفتاة و لكن ان لم تحدث لا اقدم حتى لا اسبب احراجا، تحاول ان تخفي التوتر بين ثقتها بنفسها ، تلامست ايدينا خطأ اثناء المشي اعتذرت و لكني لم اسمع ردا ، علمت ان التوتر ما زال سيد الموقف من حرارة اليد و ضحكت بداخلي، نتشاور عن اي الاماكن للجلوس ، نقرر، تسأل مرة و اخرى ان كنت اعلم الطريق ، و انا لا احفظ الطرق الا عن طريق الهاتف ، احاول ان اتعامل على سجيتي لكي ازيل غرابة الموقف ، و قد كان ، ابتسامتها هادئة ، تقرأ بالعين و تسمع بأذنها ، تحرص على ألا تشعرك بأنها قد ملت ، اسئلة تنهمر علي لم يطرحها احد منذ زمن ، توجهاتي السياسية ارائي ، هذا زمن قد انقضى ، لم تسأل؟. هل ما زال عندها امل؟ لا اريد ان اقتله ان كان موجودا ، 
هي تسأل بلسانها و لكني اعلم ان هناك الكثير يجول في ذهنها.


بعد مرور ثلاث ساعات ازف وقت الرحيل ليس للملل و لكن لطول الطريق الذي ستقطعه وصولا لبيتها ، قررنا الخروج و التمشية قليلا ، سألتها عن انطباعها عني و قد اجابت بأنه مغاير لما ظنته عني ، و لكني اكدت لها بأن بعض معارفي السابقة يوصموني بنفس الوصف نتيجة تعاملات ، هي تخشى الاقتراب فيتكرر الماضي ، اعتقد انها استطاعت دفن الحزن بعيدا ، هذا ما اراه في شخصيتها ، عيناها تقول ذلك ، عيناها تحكي اكثر من لسانها ، حذرتني من البلوك بأنه من الوارد حدوثه ، لا اريد ان تنتهي هذه الصداقة ، الصداقات تستمر ، اعتقد ان ما يحيرنا هو ما مصير هذه الصداقة و كيف ستسير ، اتمنى ان تظل على هذا الوضع ، فقلوبنا لا تحتمل مزيد من ترهات العلاقات التي لا ننال منها الا حلاوة البدايات ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق