هذه
الكلمات مستوحاة من قصة حب حقيقية رأيتها بأم عيني عسى الله ان يبارك لهم و يوفقهم
(قولوا آمين)..
جالساً
وسط المعازيم في فرحٍ مهيب يحضره الكثير من الأقارب , يرسم ابتسامة من الحين للآخر
على وجهه للسلام , يصافح البعض , يُعانق البعض , يشير من بعيد للبعض الآخر , كلٌ
على حسب درجة القرابة و الظروف المواتية للسلام , يُسلم على كل شخص فيذكره والده
بأن هذا عمك فلان ابن فلان , و دواليك , فله من الأقارب الكثير , و يذهب الى
القرية من الحين للآخر فيعرف المُعظم شكلاً ليس اسماً, يتردد على مسامعه جملة
دائمة , "عُقبالك مش هنفرح بيك بقى؟" , "مش شايفلك شوفة ولا ايه ,
انت شكلك مِدكن اصلاً" , و هو يُكمل معهم المرح , فتارة يقول "ابنتك
محجوزة لي" و تارة يقول " انا مش هاجيلِك يا طنط غير بالبدلة عليكو
الباقي" , و ينتهي اليوم كالعادة بعد وجباتٍ دسِمة , و رقصٍ حتى الثُمالة من
شُرب البيبسي , يذهب الى بيته ولا يفكر أي شيء, فتظهر له ورقة بيضاء يتفصحها من بعيد و يكأنها شخص لم يره منذ زمنٍ بعيد, يجدها دعوة على سطح
مكتبه و قد غطاها التُراب , عرفها من مُجرد النظر اليها , تذكر انها قد
سقطت بين السرير و الدولاب منذ وقتٍ بعيد , و لكن احدهم وجدها و ووضعها على مكتبه
, نظر في الورقة مُجدداً و هو يسابق عينيه في قراءة الكلمات , "عزيزتي مُضغة قلبي
التي لم تأتي بعد , ادعوكِ لحضور حفل عشاء في قلبي , لكي اعرفك أكثر علي , و على
طباعي و لتعرفيني سريعاً , سأحكي لك كل تفاصيل حياتي , سأريكي مميزاتي و عيوبي ,
سأفعل كل ما تتمنيه و لا تتمنيه , و لكن رجاءاً اطلب منكِ الحُضور , كل ما اطلبه
الحُضور و لكِ ان تقرري إن كنتي ستأتيني مرةً أُخرى او لا , سأدعوكي لرقصة سلو كما
يقولون , سنغني معاً , سأقص عليكي كل أشعاري ما نشرت و ما لم أنشر , عزيزتي , إني
احبك قبل رؤيتك , لأن لن يصل الى هذا المكان اي احدٍ لا أحبه , أحبك و أودك و ارجو
ان يكون سمة تعاملنا الرحمة , سأكون خادمك المطيع , فهل تقبلين الدعوة؟ أنتظرك
بفارغ الصبر, انتظر قبولك أو حتى رفضك , حتى لا تتركيني هكذا, يُدرِك في تلك اللحظة , أن تلك الورقة لم تظهر عشوائياً مُجدداً , بل لكي تُجدد حُلمَه في إيجاد شريكة حياته. يكتُب آخر كلماته تحت الورقة.
تحياتي"
تحياتي"
المُرسِل
قلبٌ
حائر"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق