السبت، 25 أغسطس 2012

دعوة خاصة


هذه الكلمات مستوحاة من قصة حب حقيقية رأيتها بأم عيني عسى الله ان يبارك لهم و يوفقهم (قولوا آمين)..
جالساً وسط المعازيم في فرحٍ مهيب يحضره الكثير من الأقارب , يرسم ابتسامة من الحين للآخر على وجهه للسلام , يصافح البعض , يُعانق البعض , يشير من بعيد للبعض الآخر , كلٌ على حسب درجة القرابة و الظروف المواتية للسلام , يُسلم على كل شخص فيذكره والده بأن هذا عمك فلان ابن فلان , و دواليك , فله من الأقارب الكثير , و يذهب الى القرية من الحين للآخر فيعرف المُعظم شكلاً ليس اسماً, يتردد على مسامعه جملة دائمة , "عُقبالك مش هنفرح بيك بقى؟" , "مش شايفلك شوفة ولا ايه , انت شكلك مِدكن اصلاً" , و هو يُكمل معهم المرح , فتارة يقول "ابنتك محجوزة لي" و تارة يقول " انا مش هاجيلِك يا طنط غير بالبدلة عليكو الباقي" , و ينتهي اليوم كالعادة بعد وجباتٍ دسِمة , و رقصٍ حتى الثُمالة من شُرب البيبسي , يذهب الى بيته ولا يفكر أي شيء, فتظهر له ورقة بيضاء يتفصحها من بعيد و يكأنها شخص لم يره منذ زمنٍ بعيد, يجدها دعوة على سطح  مكتبه و قد غطاها التُراب , عرفها من مُجرد النظر اليها , تذكر انها قد سقطت بين السرير و الدولاب منذ وقتٍ بعيد , و لكن احدهم وجدها و ووضعها على مكتبه , نظر في الورقة مُجدداً و هو يسابق عينيه في قراءة الكلمات , "عزيزتي مُضغة قلبي التي لم تأتي بعد , ادعوكِ لحضور حفل عشاء في قلبي , لكي اعرفك أكثر علي , و على طباعي و لتعرفيني سريعاً , سأحكي لك كل تفاصيل حياتي , سأريكي مميزاتي و عيوبي , سأفعل كل ما تتمنيه و لا تتمنيه , و لكن رجاءاً اطلب منكِ الحُضور , كل ما اطلبه الحُضور و لكِ ان تقرري إن كنتي ستأتيني مرةً أُخرى او لا , سأدعوكي لرقصة سلو كما يقولون , سنغني معاً , سأقص عليكي كل أشعاري ما نشرت و ما لم أنشر , عزيزتي , إني احبك قبل رؤيتك , لأن لن يصل الى هذا المكان اي احدٍ لا أحبه , أحبك و أودك و ارجو ان يكون سمة تعاملنا الرحمة , سأكون خادمك المطيع , فهل تقبلين الدعوة؟ أنتظرك بفارغ الصبر, انتظر قبولك أو حتى رفضك , حتى لا تتركيني هكذا, يُدرِك في تلك اللحظة , أن تلك الورقة لم تظهر عشوائياً مُجدداً , بل لكي تُجدد حُلمَه في إيجاد شريكة حياته. يكتُب آخر كلماته تحت الورقة.
تحياتي"
المُرسِل
قلبٌ حائر"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق