"إصحى ,
قم يا عبد توضأ بماءٍ طَهور فماءُ الوضوءِ لوجهِك نور , ياللا يا معتز , الفجر ,
فاضل على الشروق نص ساعة , قوم يابني ياللا" , غالباً تكون هذه الجملة
المعتادة التي يستيقظ معتز كل يومٍ على أثَرِها , أو لا يستيقظ , وفقاً لميعاد
نومِه يستيقظ , يستطيع أن يعد على أصابعه عدد المرات التي استيقظ فيها للفجر من
تلقاء نفسه , لأن لها أثراً لا يستطيع نسيانه , و في نفس الوقت , نفسه لا تطاوعه
بأن يدفع ثمنه الباهظ مقتطعاً من حياته المادية , التي تتكون من صداقات مترامية
الأطراف , و حياة الكترونية آنتي-إجتماعية , يستطيع أن يتذكر أيضاً تلك الفترة
التي عزل نفسه تماماً عن العالم المادي , و كيف كان يسمو بروحه بعيداً , و لكن
نفسه كانت تتوق إلى هذا العالم كل يوم , و في يومٍ من ذات الأيام , أبرمت نفسه مع
روحه اتفاقاً يُرضي الطرفين , بأن ينزل مرةً أُخرى إلى العالم المادي , حتى ينتشل
أحبابه و معارفه و يسمو بهم جميعاً إلى عالمه , عالم التدبر , عالم التفكير, عالم
ذكر الله , عالم وَجَل القلوب لسماع القرآن , عالم التشبه بالرسول الحق , ليس من
ناحية المظاهر , و لكن , حينما هَبَط ,
أصبح يُكلم هذا و ذاك , يُزين الكلام و النُصح مع هذا و ذاك , حتى نسيَ تماماً ما
كان فيه , و انتصرت نفسه على روحه في هذه المعركة , و لكن ما زالت روحه تشتاق بشدة
, و تلومه كل يوم على تفريطه في جَنب نفسه و ظلمه لها , و لكن روحه خسرت معركة من
المعارك , لم تخسر الحرب بعد!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق