الأربعاء، 16 مايو 2012

حصة رسم



صوت جرس عالٍ و مُزعِج يرج انحاء المدرسة
يتبعه صوتٌ من الهتاف المَرِح للطلبة
و الهتاف الخشن للمدرسين طلباً للهدوء
كل هذا و يجلس طالب هوايته الاولى ان يخالف السائد
ان هدأ الناس يكون هو مصدراً للإزعاج
و إن اصبحوا مزعجين يكون كاللذي فوق رأسه الطير
احتار في امره المدرسون من تقلبات مزاجاته و عدم التحديد ما ان كان طالباً مجتهداً ذكياً ام خبيثاً عصياً على تنفيذ الاوامر
الوحيدة التي كانت تفهمه جيداً هي
مُدرسة الرسم
مع بداية حصة الرسم كان له مزاج واحد و هو الهدوء
كان يستجمع خيالاته كلها في القلم الرصاص و الفرشاة
و كان يتحرج من رسم الفتيات لان الصبيان يعايرونه بذلك
و كان ينتهز فرصة رسم موضوع فيه اشخاص كُثُر لكي يستطيع ان يرسم فتاة احلامه في كل مواضيعه
مغمضاً عينيه ممسكا الفرشاة بأطراف اصابعه مستمعاً الى موسيقى من وحي خياله او من الأوبرا الذي لا يهواها
كان يسبح في هذا العالم المليء بالفرح بالنسبة له
كان دوماً يبدأ من العينين
فهما قلب الشخص من وجهة نظره.. و يستطيع سريعاً ان يحدد طبيعة الشخص برؤية عينيه
يرسم عينين واسعتين و دوماً يرسمهم سودواتين و لا يعلم ماهو سبب جمال هذا اللون
رغم ان الكثيرون يرون ان العيون الملونة هي الأفضل
و لكنه كان يشعر بالقوة دوماً في السواد....ثم يسدل بقلمه على جبينٍ تشوبه حمرة الخجل...او الحياء....ثم يجري مسرعاً بالقلم لكي يرسم شعرها الذي يكون ناعماً كالحرير...ثم لا يفتأ حتى يرسم لها حجاباً و كأنه يراها فعلاً
دوماً اماكن رسمها تكون في مواطن الحنان او العطف او العاطفة, يرسمها دوماً  متمنية لقاءه... و كل مرة يلقي للمُدرسة لكي تصحح له الرسم , كانت تتظاهر بعد الاهتمام لكي لا تحرجه , و لكنها كانت تراقب عن كثب التقدم المذهل في مستوى الرسم
اتى موعد حصة الرسم الاخيرة
توتر الصبي و اخذ يتصبب عرقاً , و قرر بألا يرسم فتاته
و رسم قلباً كبيراً و متحوطاً بأشجار كثيرة  ذي ثمارٍ وفيرة و عرضها على المُدرسة , فتعجبت ثم ادركت ان الصبي فهم طبيعة الدنيا , بأن العبرة في القلب الذي سيحتويه و العطاء الذي سيعطيه , و لكلٍ مِنَّــا قلباً سيؤويـــــه
.......................

هناك تعليق واحد: